حمدى رزق

وإذا سمعه مجنون فلن يصدقه! 

الثلاثاء، 23 أكتوبر 2018 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فضوها سيرة، المستشار بهاء أبو شقة، رئيس حزب الوفد تعب من النفى، وصرح فضائياً بأن حكاية المواطن أبو خمسة جنيه غير معقولة، نصاً يقول: «لا يوجد عاقل يصرح بهذا الكلام وإذا سمعه مجنون فلن يصدقه»، ورئيس حزب الوفد سيد العاقلين، وعقله يوزن بلد، ويستحيل يتورط فى تصريحات مجنونة، حتى شوفوا الفيديو.
 
بعيدا جداً جداً عن رئيس حزب الوفد، وله ولحزبه ولمنتسبيه كل الاحترام، من فضلكم زاد فضلكم يا من تصرحون نيابة عن المواطن، وبلسانه، تسيبوا المواطن فى حاله، المواطن كافى خيره شره، يمضى أيامه مستبشرا بالأفضل، والأفضل لم يأت بعد، عايش على الكفاف قانعاً، ومتحمل الظرف الصعب صابراً، ويبوس إيديه وش وضهر على نعمة الأمن والأمان، واللهم دمها نعمة واحفظها من الزوال.
 
تعاطفكم على طريقة يفطر ويتعشى بخمسة جنيهات حتى وإذا حرف عن موضعه، يدخل فى باب «المنّ والأذى»، عندك كلمة حلوة قولها، قول معروف خير من تصريح يتبعه أَذًى، مثل هذه التصريحات التى تطلق بحسن نية لتصبير المواطن تؤذيه تماما، وتجلب عليه سخرية كلاب الفيس العقورة.
حذار والكلام للشطار من السياسيين، أنهم على الفيس يحرفون الكلم عن مواضعه باحترافية، ممكن نصمت عن المواطن قليلا، بلاها تعاطف جارح، خلوا عنهم، اتركوهم لحالهم الله يصلح حالكم، يفطر بخمسة، يتعشى بعشرة، ياكلوا حلاوة ياكلوا جاتوه يأكلوا كل اللى يحبوه.
 
بعيداً عن المستشار المحترم أبوشقة، وبعيدا جدا عن حزب الوفد العريق وتاريخه فى ضهر المواطن معروف، حزب الجلابيب الزرق، فإن تصريحه المحرف عمداً شجع نفرا قذرا ليتنطع ويتنطط على أكتاف شعب طيب الأعراق، ولهؤلاء المتنطعين أقول: كيف سوّلت لكم أنفسكم أن تهزأوا وتسخروا وتتمسخروا،  تترون فى الوحل، وتنصّبون أنفسكم قيّمين على شعب علّم الأقدمين، من ولاك عليهم يا هذا أنت وهوه وهى؟!.
 
مجرور الصرف الصحى الذى يغرق الصفحات والحوائط الإلكترونية على خلفية تصريح أبوشقة وقبله نقيب الصحفيين عبد المحسن سلامة، ليس طبيعيا، من فعل أغوات، حاسروا  الوجوه، جلودهم سميكة، ورقابهم غليظة، عراة لا يخجلون من أنفسهم، ولا يتدارون من الخجل، اللى اختشوا ماتوا، لكنهم لا يختشون، اختشى على دمك يا عديم الإحساس، فعلا الإحساس نعمة والبعيد أعمى ولو كان بصيرا!.
 
هذا المواطن الطيب ترضيه تاخد منه عينيه، تداويه يدعيلك بالصحة، تستره يتمنى لك الستر، صابر وقانع وغلبان قوى وعاوز يربى عياله، ويستّر بناته، وفى الدنيا منيته أربع حيطان يتدارى فيهم من غدر الزمان، وفى الآخرة حفرة وقطنة وموتة كريمة، وربع قرآن مما تيسر من آيات الذكر الحكيم، ويا أيتها النفس المطمئنة.
 
المواطن المصرى لمن خبر معدنه الأصيل، أصيل، من الأصالة، يعرف العيبة ويحترم الشيبة، يميز الطيب من الخبيث، ويحب الحب فى أهله، ويستشعر الكره من أهله، ويأنف الكذابين، ويلفظ المتجبرين، وأسقط فرعون عن عرشه، وأطاح بالإخوان بنفخة من روحه، ولا يزال قابضاً على جمر الوطن حذر الضياع، يا ما شعوب ضاعت فى لجة الموج العاتى، صابراً محتسباً، وإن جاع وإن تعرى سماء مصر تظلله، وعناية الله جندى.
 
إذا كان هناك عيب وحيد فى هذا الشعب أنه يغفر كثيراً، وغفر كثيراً، وتسامح وصبر طويلاً، وطول باله على هؤلاء الأوغاد، طبيعى أن يتجاوز الإخوان وتجاوزوا كثيراً فى حق هذا الشعب، ولن يسامحهم حتى باب القبر، الشاذ الآن أن تجرى إهانة المواطن على ألسنة  الشواذ ممن يتحدثون زيفاً باسم الشباب الغاضب، وللأسف يتبعهم الغاوون، ويطاوعهم نفر مأفون أو موتور، طالت واستطالت ألسنتهم على الشعب المحترم، للأسف دماء مالحة ووشوش كالحة تطل علينا هازئة من أقبية مسحورة، صح لسان شاعرنا العظيم صلاح عبد الصبور: «لا أدرى كيف ترعرع فى وادينا الطيب هذا القدر من السفلة والأوغاد!».









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة